بقلم عايدة بن عمر *
يقول المثل العربي "رمتني وانسلت" وجعلني هذا القول أستذكر الحالة التي أصبحت
ظاهرة من الظواهر المرضية في المجتمع العربي ألا وهي التخوين والمؤامرة حتى انها
أصبحت ملازمة للشخص العربي في حياته اليومية ففي أفلام التلفزيون والأغاني والشعر
يتسابق الناس في وصف هذه الظاهرة التي أصبحت حاضرة حتى في شعر الغزل .
فنجد أنفسنا دون وعي نتذوق ونتفاعل الى حد الذوبان في شعر الغزل الذي يتحدث عن
خيانات العاشقين ناهيك عما تفعله الأغاني التي تمتلأ بها مكتباتنا الاذاعية والتي تبكي
وجع الخيانة .
يا ترى هل انتقلت هذه الظاهرة الى لغة السياسيين والثوريين هذه الأيام ؟
فنجد وأقولها بمزيد من المرارة والأسف ان اصطلاحات التخوين أصبحت سهام غدر تطال تطال
حتى رموزنا حيث يأتيك من يفتي بأن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر كان عميلا وفتوى في
تخوين الاسلامبولي الذي غسل عار مصر من فعلة السادات فأصبح عميلا بقدرة قادر .
ويتصاعد فقه التخوين عند بعض السفهاء ليطال الشهيد القائد صدام حسين ذلك البطل
الذي أرعب الموت كما أرعب الصهاينة .بينما تكتمل المفارقة التي تجعلك تنفجر ضاحكا
حتى الهيستيريا حين يقال أن الأمة العربية من المحيط للخليج أصبحت قطيعا من الخونة
فقط لأن الشعب قال لرامي مخلوف أنه سارق ولص وطالبناه بأن يكف عن السرقات .
ان الخيانة كظاهرة انسانية رافقت البشر منذ فجر الخليقة ولكنها تبقى ظاهرة استثنائية
وشاذة ولا يمكن أن نعمم الخيانة على أمة بكاملها تلك الأمة التي تحمل القران وروح الرسالة .
انما ما تحدثنا عنه أعلاه يعبر عن تناقض حاد في الرؤيا .يشترك فيه الحكام العرب في النظام
الرسمي مع تلك المجموعة المتهافتة من أدعياء الثقافة وتجار الشعارات وبعض من
الأكادميين الذين وصفهم الدكتور حامد ربيع رحمه الله "بأنهم مجموعة من الصفاقة في الزفة
السياسية بلا حياء"
ويأتي هذا التناقض لأنه يشكل ضربة مدوية وقاسية للفكر الثوري والقومي والعربي .لأننا
سوف نتساءل مع الجماهير الثائرة ;اذا كان الشعب خائن وعبارة عن قطيع من الخونة فماذا
كان يفعل رواد الفكر القومي رعاهم الله ؟
وهل يصدق عاقل أن شعب العروبة في الشام الذي كان أول من أطلق العنان للثورة العربية
ضد سياسة التتريك والاحتلال العثماني .يتحول بعد قرن من الزمان الى قطيع يقوده أردوغان ؟.
اذا أردنا أن نصدق ذلك الحجم من الخيانة فعلينا أن نسمح للجمهور بأن يرجمنا بالحجر لأننا
كأدعياء للفكر القومي لم نكن على مستوى الأمانة الأمر الذي جعلنا غير قادرين طيلة
ستين عاما من صدارة المشهد السياسي والثقافي في الوطن العربي أن تخلق جيلا غير
قادر أن يتلمس هويته ويبلور مشروعه الحضاري .فاذا كان الشعب خائن فماذا يعني أننا نحن
من ينتج الخونة .
فالنظام السوري الذي يدعي العروبة استلم السلطة منذ جيلين من الزمن فلماذا لم يؤثر
في الناس فيجعلهم يتفاعلون مع الفكر القومي والبعثي لو لم يكن هناك خطأ بل استهتار
يصل لحد الجرم في مكان ما .مع الأخذ بنظر الاعتبار أن الدولة في سوريا هي من تقود
وتوجه كل مفاصل التربية والتعليم والدعاية والثقافة والاعلام . وأنها تنعم بالأمن والسلام منذ
خمس وأربعون عاما .أي أنه لم تكن هنالك حروب استثنائية تستوجب الانشغال عن بناء
المجتمع . فأين الخلل يا ترى ؟
علينا أن نكون أكثر شجاعة ووضوحا ونعلن خيانتنا للمبادىء العظيمة التي ورثناها وأننا
كأدعياء للمشروع القومي وحملة شعارات قد خذلنا الأمة والشعب ولم نكن بمستوى حمل
الرسالة وعلينا أن نراجع أنفسنا الى حد الجلد الذات .قبل أن يرجمنا الشعب بالحجر مثلما
يرجمون الجناة .
فاذا كنا نريد تطهير أنفسنا والتوبة عما اقترفناه فما علينا الا الاسراع بالنزول الى الشارع
لنتقدم الشعب والثائرين . ونعطي من الدماء ما يكفي الى أن يمحو ا العار الذي جلبناه
للفكر القومي العربي العظيم الذي لم نكن بمستوى حمل رايته بدل أن نلجأ الى سياسة
التفاهة في تبادل مصطلحات المؤامرة والتخوين .
ظاهرة من الظواهر المرضية في المجتمع العربي ألا وهي التخوين والمؤامرة حتى انها
أصبحت ملازمة للشخص العربي في حياته اليومية ففي أفلام التلفزيون والأغاني والشعر
يتسابق الناس في وصف هذه الظاهرة التي أصبحت حاضرة حتى في شعر الغزل .
فنجد أنفسنا دون وعي نتذوق ونتفاعل الى حد الذوبان في شعر الغزل الذي يتحدث عن
خيانات العاشقين ناهيك عما تفعله الأغاني التي تمتلأ بها مكتباتنا الاذاعية والتي تبكي
وجع الخيانة .
يا ترى هل انتقلت هذه الظاهرة الى لغة السياسيين والثوريين هذه الأيام ؟
فنجد وأقولها بمزيد من المرارة والأسف ان اصطلاحات التخوين أصبحت سهام غدر تطال تطال
حتى رموزنا حيث يأتيك من يفتي بأن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر كان عميلا وفتوى في
تخوين الاسلامبولي الذي غسل عار مصر من فعلة السادات فأصبح عميلا بقدرة قادر .
ويتصاعد فقه التخوين عند بعض السفهاء ليطال الشهيد القائد صدام حسين ذلك البطل
الذي أرعب الموت كما أرعب الصهاينة .بينما تكتمل المفارقة التي تجعلك تنفجر ضاحكا
حتى الهيستيريا حين يقال أن الأمة العربية من المحيط للخليج أصبحت قطيعا من الخونة
فقط لأن الشعب قال لرامي مخلوف أنه سارق ولص وطالبناه بأن يكف عن السرقات .
ان الخيانة كظاهرة انسانية رافقت البشر منذ فجر الخليقة ولكنها تبقى ظاهرة استثنائية
وشاذة ولا يمكن أن نعمم الخيانة على أمة بكاملها تلك الأمة التي تحمل القران وروح الرسالة .
انما ما تحدثنا عنه أعلاه يعبر عن تناقض حاد في الرؤيا .يشترك فيه الحكام العرب في النظام
الرسمي مع تلك المجموعة المتهافتة من أدعياء الثقافة وتجار الشعارات وبعض من
الأكادميين الذين وصفهم الدكتور حامد ربيع رحمه الله "بأنهم مجموعة من الصفاقة في الزفة
السياسية بلا حياء"
ويأتي هذا التناقض لأنه يشكل ضربة مدوية وقاسية للفكر الثوري والقومي والعربي .لأننا
سوف نتساءل مع الجماهير الثائرة ;اذا كان الشعب خائن وعبارة عن قطيع من الخونة فماذا
كان يفعل رواد الفكر القومي رعاهم الله ؟
وهل يصدق عاقل أن شعب العروبة في الشام الذي كان أول من أطلق العنان للثورة العربية
ضد سياسة التتريك والاحتلال العثماني .يتحول بعد قرن من الزمان الى قطيع يقوده أردوغان ؟.
اذا أردنا أن نصدق ذلك الحجم من الخيانة فعلينا أن نسمح للجمهور بأن يرجمنا بالحجر لأننا
كأدعياء للفكر القومي لم نكن على مستوى الأمانة الأمر الذي جعلنا غير قادرين طيلة
ستين عاما من صدارة المشهد السياسي والثقافي في الوطن العربي أن تخلق جيلا غير
قادر أن يتلمس هويته ويبلور مشروعه الحضاري .فاذا كان الشعب خائن فماذا يعني أننا نحن
من ينتج الخونة .
فالنظام السوري الذي يدعي العروبة استلم السلطة منذ جيلين من الزمن فلماذا لم يؤثر
في الناس فيجعلهم يتفاعلون مع الفكر القومي والبعثي لو لم يكن هناك خطأ بل استهتار
يصل لحد الجرم في مكان ما .مع الأخذ بنظر الاعتبار أن الدولة في سوريا هي من تقود
وتوجه كل مفاصل التربية والتعليم والدعاية والثقافة والاعلام . وأنها تنعم بالأمن والسلام منذ
خمس وأربعون عاما .أي أنه لم تكن هنالك حروب استثنائية تستوجب الانشغال عن بناء
المجتمع . فأين الخلل يا ترى ؟
علينا أن نكون أكثر شجاعة ووضوحا ونعلن خيانتنا للمبادىء العظيمة التي ورثناها وأننا
كأدعياء للمشروع القومي وحملة شعارات قد خذلنا الأمة والشعب ولم نكن بمستوى حمل
الرسالة وعلينا أن نراجع أنفسنا الى حد الجلد الذات .قبل أن يرجمنا الشعب بالحجر مثلما
يرجمون الجناة .
فاذا كنا نريد تطهير أنفسنا والتوبة عما اقترفناه فما علينا الا الاسراع بالنزول الى الشارع
لنتقدم الشعب والثائرين . ونعطي من الدماء ما يكفي الى أن يمحو ا العار الذي جلبناه
للفكر القومي العربي العظيم الذي لم نكن بمستوى حمل رايته بدل أن نلجأ الى سياسة
التفاهة في تبادل مصطلحات المؤامرة والتخوين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق